Report 6 in Arabic

Satellite image from Google Maps over parts of Syria.
Map data: ©2024 Google, Mapa GIS Imagery ©2024 TerraMetrics

تناول التقرير السابق جلسة استماع المتهم. يلخص هذا التقرير شهادات الشهود الخبراء الذين تحدثوا حول معرفتهم بالبنية النموذجية للجيوش الوطنية. أدلى الشاهدان الخبيران، فيليب ديغيوس وإنغمار بينغتسون، بشهادتهما أمام المحكمة يوم الجمعة 3 أيار/مايو، بينما أدلى الشاهد الخبير بير سكوغلوند بشهادته في 6 أيار/مايو. جميع الشهود لديهم خلفية في الجيش السويدي.

فيليب ديغيوس

شاهد خبير

بعد أداء القسم، تم سؤال الشاهد عن مؤهلاته كخبير في المحاكمة، وقدم ديغيوس، وهو محامٍ متخصص في القانون الجنائي الدولي، تفاصيل عن خبرته القانونية الواسعة في المحاكم الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، والمحكمة الجنائية الدولية. بالإضافة إلى ذلك، تحدث عن تعليمه العسكري في جامعة الحرب البحرية   (aloksgöhsgirk sneniraM)، وخدمته كضابط في قوات الدفاع السويدية في مهمات دولية بالإضافة إلى خدمته كضابط في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عدة مناسبات. عند سؤاله عن إلمامه بالجيش السوري، أكد ديغيوس على افتقاره إلى الخبرة المباشرة به.

هيكلية التنظيم العسكري

للتأكد من مصداقية الشاهد كخبير في المحاكمة على الرغم من افتقاره إلى الخبرة المباشرة بالجيش السوري، تم تقديم مخطط يوضح هيكلية الجيش السوري. لاحظ ديغيوس أوجه التشابه مع هياكل الجيوش التي كان على دراية بها وأكد أن الهيكلية المصور، باستثناء الاختلافات الطفيفة، تمثل طريقة تقليدية للتنظيم العسكري.

فيما يتعلق بمكونات محددة للجيش، حدد ديغيوس مستويات الفيلق والفرقة كمستويات مخصصة عادةً للتنسيق وبناء القدرات التشغيلية بينما يكون للمستويات الأدنى وظائف تشغيلية. تم وصف الوحدات الوظيفية، بما في ذلك وحدة التسليح، على أنها وحدات داعمة لإدارة القسم، وتتمركز عادة في مقر الفرقة. عندما طلب الادعاء من الشاهد توضيحاً حول عالمية هذه البنية، لتجنب استخلاص استنتاجات حول السياق السوري، أكد انطباقها على معظم الجيوش. مع ذلك، سلط الضوء على تمييز ملحوظ بين جيوش الدول الديمقراطية والاستبدادية، خاصة فيما يتعلق بإدراج وحدة سياسية. أكد أن مثل هذه الوحدة كانت موجودة في جيوش بعض الدول الاستبدادية، مثل الجيش اليوغوسلافي السابق. بالإضافة إلى ذلك، تتميز جيوش الدول الاستبدادية عادة بهيكلية قيادة من أعلى إلى أسفل، دون أي إمكانية لتغيير الأوامر.

على الرغم من عدم وجود وحدة تسليح واضحة داخل الجيش السويدي، وهو مجال خبرة الشاهد، فقد أكد أن مثل هذه الوحدة تعكس وظيفة التسليح المدمجة داخل “الوحدة اللوجستية” التابعة للجيش السويدي. قال إنه من خلال الاستفادة من خلفيته العسكرية يمكنه التأكيد على أهمية هذه الوحدة داخل الجيش. أجاب ديغيوس على سيناريو افتراضي يتضمن غياب الوحدات الوظيفية، بما في ذلك وحدة التسليح، وأكد بشكل لا لبس فيه استحالة عمل الجيش في ظل مثل هذه الظروف.

تدفق الاتصالات والمعلومات

تم سؤال ديغيوس عن قنوات الاتصال النموذجية والتسلسل القيادي في الجيش. رداً على ذلك، أكد على أهمية مساهمة الوحدات المتخصصة في عملية صنع القرار لدى القادة. أشار إلى أنه من المهم لإدارة الفرقة في الجيش أن يكون لديها قنوات للحصول على تحديثات منتظمة من كل وحدة خاصة من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة. تتواصل جميع المناصب عادةً مع نظيراتها على مستوى آخر في التسلسل الهرمي. بالتالي تشكل قنوات الاتصال نوعاً من القنوات التي تتدفق فيها المعلومات بين المستويات الهرمية المختلفة.

فيما يتعلق بوحدة التسليح، أوضح ديغيوس أن طلبات تجديد الذخيرة (انظر التقرير 5) تتم عادةً بموافقة رئيس القسم، مما يستلزم تبادل المعلومات عبر القنوات. رداً على أسئلة الادعاء حول تدفق المعلومات من إدارة القسم إلى الوحدات الوظيفية، قال ديغيوس إن جميع الوحدات المشاركة في صنع القرار تحتاج إلى وعي ظرفي شامل ومعلومات حول القضايا التي يمكن أن تؤثر على القسم. كما شدد على أن وتيرة تبادل المعلومات تعتمد على الحاجة إلى المعلومات وكثافة النزاع المسلح.

عند مناقشة الرفض المحتمل لأمر ما، أعرب ديغيوس عن اعتقاده بأن الأفراد يحتفظون دائماً بالقدرة على اتخاذ الخيارات، مما يميز البشر عن الحيوانات. كما شدد، بصفته محامٍ دولي، على أن اتباع أوامر القائد لا يعفي الشخص من المسؤولية الجنائية الفردية في القضايا التي تنطوي على الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. شدد أيضاً على أن جرائم الحرب يتم تقييمها على أساس كل حالة على حدة، وأشار إلى أنه قد يكون من الأسهل على الضباط العسكريين داخل الوحدات الوظيفية رفض أوامر القائد مقارنة بالجنود في الميدان، الذين يواجهون خطر الإعدام المباشر.

جلسة استماع محامية الدفاع

خلال جلسة الاستماع للشاهد من قبل محامية الدفاع، كان التركيز على الاختلافات بين الجيش السويدي والجيش السوري. شددت المحامية على افتقار ديغيوس للخبرة بالجيش السوري، وأشارت بعد ذلك إلى افتقاره إلى المعرفة بالهيكلية العسكري السوري

استجوبت محامية الدفاع ديغيوس فيما يتعلق بالانحرافات المحتملة عن خط تدفق المعلومات الهرمي. كما لفتت الانتباه إلى السياق السوري، الذي يتميز بوجود نسبة كبيرة من المنشقين عن الجيش إلى جانب العدو، واقترحت وجود أزمة ثقة داخل الجيش كظرف معقول. علاوة على ذلك، أشارت إلى تأثير الانتماءات الدينية المختلفة على التسلسل الهرمي في الجيش وتدفق المعلومات. بينما أقر ديغيوس بالحاجة إلى مزيد من المعلومات للتحقق من صحة هذه الافتراضات، فقد وافق على أن أزمة الثقة والتسلسل الهرمي الديني داخل الجيش يمكن أن تؤدي افتراضياً إلى تعطيل تدفق المعلومات.

إنغمار بينغتسون

تم سؤال بينغتسون في البداية عن دوره كشاهد خبير. أكد بينغتسون على خبرته في القيادة العسكرية وهياكل القيادة، مستفيداً من خلفيته العسكرية الواسعة وفترة عمله السابقة كمدير في جامعة الدفاع السويدية. أوضح أن معرفته تشمل فهماً واسعاً للهياكل العسكرية بشكل عام، واعترف بافتقاره إلى الخبرة المباشرة بالجيش السوري.

عندما عُرض عليه رسم تخطيطي للهيكل العسكري للجيش السوري، أقر بنغتسون، مثل ديغيوس، بمعرفته العامة به. أشار إلى اختلافات طفيفة بين هذا الهيكل والنظام السويدي الذي وصفه بـ”النموذج الغربي”. على وجه التحديد، سلط الضوء على عدم وجود وحدة تسليح ووحدة سياسية في الجيش السويدي. اتفق بنغتسون مع ديغيوس في التأكيد على أن وحدة التسليح تعمل كوظيفة داعمة لإدارة الفرقة. قال أيضاً إن أعلى ممثل لكل وحدة وظيفية يجب أن يتواجد في موقع مشترك مع إدارة الفرقة، مشدداً على أن رئيس كل وحدة وظيفية يعمل باعتباره السلطة الأولى للفرقة في خبرته الخاصة، ويعمل على تعزيز أهداف الفرقة.

عند مناقشة تدفق المعلومات، أشار بينغتسون إلى أن البيانات المتعلقة باستخدام الذخيرة في الميدان من المحتمل أن يتم نقلها بشكل روتيني إلى رئيس وحدة التسليح. أوضح أنه من المحتمل أن التقارير الخاصة باستهلاك الذخيرة كانت ترسل من اللواء إلى قائد وحدة التسليح بشكل منتظم. كما قال إنه لكي تقوم وحدة التسليح بدورها بفعالية، يجب عليها أن تأخذ في الاعتبار كمية الذخيرة المستخدمة للتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، أشار بينغتسون إلى أن عملية صنع القرار على مستوى الفرقة تعتمد بشكل كبير على الخبرة التي تقدمها الوحدات الوظيفية، وأنشأ نفس هيكل قنوات تدفق المعلومات الذي قدمه ديغيوس.

بير سكوغلوند

مع خلفيته كمدرس في جامعة الدفاع السويدية لمدة سبع سنوات وخبرته العسكرية السابقة، قدم الشاهد الخبير بير سكوغلوند لمحة عامة عن الهياكل العسكرية أثناء جلسة الاستماع في المحكمة. أوجز المستويات الهرمية للمنظمة العسكرية، مؤكداً على أوجه التشابه بين الدول، ولكن مع الاعتراف بالاختلافات في التفاصيل التنظيمية في مختلف الدول. ناقش دور الوحدات ومواقعها، مشيراً إلى الاختلافات المحتملة بين دول مثل سوريا والسويد.

أوضح سكوغلوند أن التعاون بين سوريا وروسيا أدى إلى نفوذ روسي في الهيكل العسكري السوري، مما أدى إلى إنشاء هيكل أكثر توجهاً نحو القيادة. فيما يتعلق بعمليات صنع القرار، وصف الشاهد نظاماً قائماً على الأوامر حيث يتم التقيد الصارم بتوجيهات السلطات العليا من قبل قادة الفرق والألوية، مما يسمح بحد أدنى من الانحراف. سلط الضوء على أهمية تدفق المعلومات داخل التسلسل الهرمي، لا سيما في الهياكل التي تحركها الأوامر حيث تساعد أدوات الإبلاغ المتبادلة في عملية صنع القرار.

أثناء الاستجواب، أكد الشاهد السيطرة المركزية على الجيش السوري من دمشق وشدد على الالتزام بالتوجيهات والأوامر داخل هيكل القيادة. كما أوضح أن أهمية وحدة التسليح قد تختلف بين الجيوش في الدول المختلفة. شدد سكوغلوند كذلك على ضرورة تدريس الأخلاقيات العسكرية والالتزام بالقانون الدولي، مشدداً على واجب رفض الأوامر التي تتعارض مع المعايير القانونية.

التقرير القادم

يلخص التقرير القادم شهادات ستة شهود تم الاستماع إليهم في 3 و7 و8 أيار/مايو.

Tags